Al-Mawadda

Al-Mawadda

ابعاد المودة

صوت المودّة


طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون. أكثر من نصف قرن والأب البروفسور الدكتور عادل تيودور خوري ينادي بملء حنان صوته بالسلام والمحبة والتضامن… صوته صوت المودة…

أبعاد المودّة
من وحي الكتاب المقدّس والقرآن الكريم

وردت في نشيد للجماعة المسيحية الأولى شهادة عن دعائم إيمان المسيحيين وتطلّعهم إلى التصافي الشامل كمحور عمل السيد المسيح في تاريخ البشرية والعالم كلّه: “ففيه ارتضى [الله] أن يُحِلَّ المِلْءَ كلّه، وأن يصالح به، لنفسه، كلّ ما على الأرض وفي السماوات، بإقراره السلام بدم صليبه.” (كولسي ١: ١٩- ٢٠). فيسوع المسيح هو وسيط المصالحة والتصافي بين البشر أجمعين.

من هنا يسوغ لنا نحن المسيحيين أن نوجّه إلى الناس كلّهم وخصوصًا إلى المسلمين العرض التالي: نحن المسيحيين نؤمن بيسوع المسيح ولذلك نتوجّه إلى المسلمين وندعوهم إلى أن يتغلّبوا معنا على الاختبارات الأليمة التي عكّرت تاريخنا المشترك. ونعرض عليهم المصالحة والتصافي والسلام والأخوة والتضامن والمودّة.

نحن على يقين من أن المسلمين يقدّرون مثل هذا العرض. فقد جاء في القرآن الكريم: “وإذا حيّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها” (النساء٤: ٨٦). فإذا وجّهنا نحن المسيحيين إليهم التحية الصادقة وعرض التصافي وممارسة التضامن ألا يكون وفقًا لنص القرآن من حسن المعاملة أن يقبلوا عرضنا ويبادلونا بمثله؟

إنّي أتمنّى أن يعامل الكثيرون من المسيحيين المسلمين بالمحبّة وفقًا لمحتوى إيمانهم، وأن يقابلهم الكثير من المسلمين بمعاملة ودود وفقًا لمحتوى القرآن. عند ذلك نستطيع مسيحيين
ومسلمين أن نعي أننا تصلنا بعضنا ببعض أواصر القربى والمودة. ألم يرد في القرآن الكريم قوله: “ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى”؟ (المائدة ٥: ٨٢).

الأب عادل تيودور خوري
٦ تشرين الثاني ٢٠١٢