Al-Mawadda

Al-Mawadda

My Red Book

مفكّرتي الحمراء

خواطر من احمر القلب لفصول المحبة ومواسم المودة ورسائل الى الذين غابوا ومنهم وعنهم.

لغة جماعة المودة

اسمٌ على مسمّى: المودة تجمعنا.
ناموسنا واحد وعملتنا واحدة.
قاموسنا واحد ولغتنا واحدة كما لغة الابتسامة والدمعة التي تجمع كل شعوب الأرض وجميع ناس الدنيا.

في عصر الzapping اي تغيير الأقنية المتلفزة بسرعة عن طريق جهاز التحكم عن بعد، كم تحلو مشاهدة قناة المودة التي تختصر كل المحطات الأرضية وترفعنا الى المحطة الفضائية الاولى حيث نبع المحبة.

في عصر قلب الصفحات وهدر الاحباء وطي اسمائهم، تبقى المحبة سيدة نفسها وتتجذر ثابتة كالحق. وان حجبت نفسها لأسباب واسباب، لا تختفي ولا تموت، فالمحبة لا تعرف معنى إلا معناها ولا سبيلا إلا سبيلها وكل طرق الرحمة والمحبة والمودة تصل بنا الى الطاحون نفسه: الى طاحون نور الأنوار.

Al Mawadda Language

Whether we are reading, writing or acting, we all speak the same language, Al Mawadda, the language of affection & compassion, listening & understanding, tolerating & accepting, the language of peace & love, the language of happiness.

اخترنا من كتاب “المطران أنطون-حميد موراني زاهد الحقيقة ونبيّ الرجاء” الذي جمع مقالات في ذكرى مرور اربعين يومًا على رحيله في 3 حزيران 2012

ايها الواسع وسع الرجاء

سيادة المطران انطوان-حميد موراني،

ايها الواسع وسع اللاهوت و الفلسفة، و التاريخ و السياسة، و الروحانية و العمل الرعوي.. يا من كنت تصلي و تقرأ و تكتب تماما كما تؤمن و ترجو و تحب. “الرجاء” شغلك الشاغل في كل مراحل حياتك و قد عنيت به انتظار الموعد مع “المفاجأة الكبرى”، مع الله الآب الذي قلت عنه: ” كم أحبّ الآب و يا ليت الكنيسة تركّز عليه اكثر”. و الانتظار في الرجاء لا يشبه اي انتظار لانه يقوم في جوهره على الحركة من اجل العبور الى ” فوق “.

و من الحركة ولدت ” حركة كنيسة من اجل عالمنا ” تأكيدا على التزامك بالمسؤولية تجاه الآخر. فجعلت من عالمك عالمنا و من عالمنا عالمك. و كأنك تعبر “من تاريخ فرد الى تاريخ شعب” على غرار مار مارون الذي كانت له حصة لا يستهان بها من مؤلفاتك كتبا و مقالات. انت يا من كان هاجسك روحية المارونية التي شاءت الصدفة ان تكون جزءا لا يتجزأ من اسمك العلم نفسه: “موراني”. و ما الصدفة الا الظلّ الخفيّ لمشيئة الله الخالق.

في ضيق الوقت الذي جمعني بك ، فوجئت بالأمس بوساعة حضورك كما فوجئت اليوم بوساعة غيابك ، فأي غد ينتظرني معك؟!

ها انا ألملم لحظات تنبض بذكريات ما زالت تتدفّق في وجدان من عرفك و احبّك. أجمعها باقة بعطر الأرز و العنبر و الصنوبر تفوح بحكايات و”خبريّات ” عنك ايها الواسع قلبا و عقلا و روحا.

شهادة شقيقتك السيدة أمال موراني الياس – مدرّسة في مدرسة راهبات المحبة- اللعازرية الأشرفية

“هو الاب المسؤول عن العائلة الصغيرة (شقيقتيه و اشقائه الستة)، و الراهب المسؤول عن العائلة الكبرى (الرعيّة و الكنيسة) . تميّز بحنانه الزائد من جهة و باهتمامه بالامور البسيطة من جهة اخرى ، اذ كان دوما يسأل عن اي خلل ، ودوما يسأل عن تقصير او احتمال وجود مشكلة.

هو مثالنا الاعلى لانه كنز في المحبة و الاهتمام و التضحية . فهو من قال لحظة ارتسامه في الكهنوت: “اذا كان للعائلة، فلا اريد الا هذه العائلة”. و لا بدّ من القول إنه المرجع الاول و الاخير لكل اخوته و لاولادهم ايضا.

كانت بصمته و ستظلّ مميّزة”.

شهادة شقيقه السيد وليد موراني – صحافي في نيويورك

“نكاد لا نشعر بغيابه لكثرة انشغالنا مع دور النشر المنهمكة في كتابين تحت الطبع على رجاء صدورهما قبل الاربعين (الاول بعنوان “الهوية اللبنانية في مجاليها اللبناني و العربي” و الثاني بعنوان”العبور من الطائف الى كل لبنان”). و في بيته ورشة عمل حيث نعيش بين السطور التي كتبها ، من تأملات يومية رائعة الى ابتهالات و رياضات روحية خصوصا في فترة الآلام ، مرورا بحديث مع الروح القدس. و كان قبل موته قد طلب من صهره الدكتور جوزيف الياس ان يأتيه بكتابين للفيلسوفين الغزالي و ابن رشد، علما انه بصدد تأليف كتاب متخصّص في الفلسفة العربية.

و هو بعد رحيله لا يشغلنا بفكره فحسب بل بروحانيته الاستثنائية، من المراسلات بينه و بين البطريرك بشارة الراعي الى المقارنة بين البطريرك الدويهي و بين البطريرك الراعي ، بمعنى ان البطريرك يتقدّم الشعب و كأنه المحرّك الذي يقوده. ناهيك بالمقالة للنشر بعنوان “الموارنة و لبنان”، لدينا آلاف الكتب في مكتبته ستتم ّ ارشفتها لتكون بتصرّف الباحثين في الفلسفة و اللاهوت.

كان همّه ان نتعلّم انا و اشقائي و شقيقتي من أمال و نوال الحائزة ماجستير في الأدب العربي الى المرحوم مفيد و الدكتور عميد و المهندسين يزيد و مجيد و صغيرنا جبور المتخصّص في تكنولوجيا الاسنان و المقيم حاليا في الولايات المتحدة الاميركية.

لم نشعر يوما اننا ايتام الاب. ففي كل جلسة معه كانت لنا لحظة فرح”.

شهادة الآنسة ماي رزق الله – أمينة سرّ حركة “كنيسة من اجل عالمنا”

“الى الذي اهدانا مقالة “كنيسة الرجاء” عندما كنا محبطين و على طريق اليأس. وصرنا نتوق الى لقائنا الشهري معه . الى الذي قضى حياته في الصلاة و القراءة و الكتابة، فأصبحت كتبه موسوعة و مقالاته ديوانا لا يستغنى عنهما. فهما بمثابة البوصلة التي تقود السفينة اي الكنيسة الى شاطئ الامان.

لا ننسى تهنئة البابا بينيديكتوس السادس عشر الذي ارسل لك بركته في حزيران ٢٠١٠ بمناسبة اليوبيل الذهبي لارتسامك كاهنا ، ولما قدّمته من خدمات عندما كنت كاهنا و مطرانا لأبرشية دمشق في اصعب الاوقات من ازمة لبنان. كما لا ننسى تكريمك من قبل جامعة الرهبنة الأنطونية في العام ٢٠١١ خاصة لحظة الاستقبال الحار الذي لقيته يومها حين جئت على الكرسي المتحرّك.

انت امل الشبيبة عموما و الطائفة المارونية خصوصا. علّمتنا ان نحبّ مار مارون و قلت عنه: “و كم فعل هذا الراهب الذي لحق به الشعب و هو لم يرد ان يكون الا ذاته امام الله”. كنت صاحب فكرة ترميم براد حيث عاش مار مارون في محبسته و الرهبان الموارنة من بعده قبل ان يطردهم اليعاقبة ، فكان ان لجأوا الى صخور شمال لبنان. انت من كان طوال حياته يدعو الى اصلاح الكنيسة المارونية والى تنشئتها على خطى مسيرة القديسين الموارنة”.

شهادة الدكتورة أليس جبران حداد – عضو في حركة “كنيسة من اجل عالمنا”

“كان اول ما لفتني في المطران موراني احساسه بالمسؤولية عن مستقبل البلد وانفتاحه على مشاكل الناس و معاناتهم و على الحياة الثانية.

هو من كانت حياته كلها موجّهة نحو مسيرة الخدمة التي اساسها المحبة . و على شعوره بالمسؤولية اعطي مثالين: اوّلهما حين اوقفنا اجتماعاتنا في الحركة بسبب لقاءات قرنة شهوان التي اتخذت اتجاها جديدا، فما كان منه الا ان استقبلنا في بيته الدافئ مثل رحابة صدره. و ثانيهما حين توفّي الدكتور جورج شدياق ، فما كان منه الا ان جمع عائلته و اصدقاءه في الحركة ، و دعانا الى منزله حيث قدّم قدّاسا عن راحة نفسه.

كما تجدر الاشارة الى تشديد المطران موراني على اهميّة ان نعطي الآب حقّه لانه الاساس.

اكثر ما اذكر منه العمق في التفكير و الدماثة في الاخلاق و الثبات في المبادئ . ولعلّ اكثر ما يميّزه هو قدرته على الجمع بين الصلابة في القناعات و الانفتاح الواسع وسع اللامحدود”.

شهادة الاخت دلال رزق الله من الرهبنة الانطونية

“عرفت المطران موراني كاهنا في دير مار ضومط – روميه للراهبات الانطونيات حيث عمل مدة عشرين عاما كأب و استاذ و مرشد روحي . حين كنت تلميذة كان دائما يطمئننا قائلا: ” ما تزعلوا ما في شي حرزان”. و اذكر حين كنت ارتّب بيته الرعوي وازيّنه بباقة زهر كان يشكرني بتواضع قائلا: “يسلموا ايديك يا دلال”، كما يؤنّبني بلطف حين اعبث بأغراضه. و اذكر ذات مرة انني وجدت على مكتبه الصغير ١٥ او ربّما ١٦ كتابا مفتوحا. فطويت الصفحات بعد ان تركت له علامة على كل منها، و جعلت الكتب فوق بعضها. فكانت ردّة فعله ان قال لي: “يا بنتي تعلّمي تتركي الكتب المراجع مفتوحة حتى توفّري وقت”. هكذا تعلّمت منه منهجيّة العمل من خلال ترتيب اشيائه.

و لعلّ اجمل ما احمله في قلبي الزوّادات الاسبوعية التي كنا نأخذها معنا في كل يوم احد بعد شرحه لنا نصّا من الكتاب المقدّس شرحا تطبيقياّ و عمليّا. اذا لم يكن يشرح او يكتب او يقرأ او يعلّم ، كان دائما يحمل بيده المسبحة و يصلّي ويصلّي”.

حين سألت الاخت دلال عن كلمة تصف بها المطران انطوان حميد موراني ، اجابت دون تردّد: “لا صفة تحدّه”.

فيا ايها الواسع وسع الرجاء ، ما زال احباؤك اليوم يستكشفون مخطوطتك بعنوان ” الرجاء في القرآن “. و انت من قلت: ” انا ارفض ان اتكلّم عن عيش مشترك بل عن عيش واحد يكون فيه المسيحي مسلما و المسلم ميسحيا “.

و يا ايها الواسع الفكر كما وصفك صديقك الصدوق الأب البروفسور الدكتور عادل تيودور خوري الذي تلتقي معه فكريا و روحيا في حوار الحضارات و الثقافات و الأديان ، ناضلت مثلما يناضل في سبيل التضامن و المودة بين المسيحيين و المسلمين .

تعبر اليوم من عمق ذاتك الى ذات الله ، الى “الفوق الحقيقي”، لتولد من فوق كما تتوق مع دعوتك المارونية و ارضك اللبنانية التي ترى فيها “ارضا لملحمة الله”.

سوزي خليل الحاج

شاعرة و كاتبة و صحافية