Al-Mawadda

Al-Mawadda

ما هو صليبنا

الأحد ٢٢ آذار ٢٠١٥: عظة

“من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” (مرقس ٨: ٣٤). – المسيح يدعونا إلى اتّباعه. وإحدى نواحي هذا السبيل تقوم بالاستعداد لحمل الصليب كلّ يوم وكلّ يوم من جديد.

ما هو صليبنا ؟

١) صليبنا يأتينا في حياتنا الشخصية : صليبنا هي صعوبات الحياة. صليبنا هو الهوّة بين أحلامنا وواقع حياتنا. – هو أميالنا وشهواتنا. – هو مخطّطاتنا وإخفاقها. – صليبنا هو أيضًا محاربتنا للشرّ وجهدنا في اكتساب الفضائل. والتغلّب على التواني لننطلق من جديد في توجيهٍ أفضل لحياتنا نحو الخير. – صليبنا هو أيضًا نحن بالذات: علينا أن نحتمل أوهاننا في مجالات الحياة.

٢) ويأتينا صليبنا في عيشنا مع الناس:

– في العائلة: في العلاقات بين الزوجين. من لا يحافظ على الأمانة حتى النهاية لا يحمل صليبه ويتبع يسوع. – في العلاقات بين الوالدين والأولاد: من لا يحتمل التوتّر في هذه العلاقات بدون حقد وبغض فقد أضاع فرصته في اتباع المسيح.

في المجتمع: أوصانا بولس الرسول: “احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تتمّون ناموس المسيح”. – من هنا ضرورة الاستعداد للصفح والتصافي والاستعداد لطلب المغفرة والمصالحة.

٣) ويأتينا صليبنا في علاقتنا بالله: المحن والأوجاع والمرض والموت: علينا أن نحتمل كلّ هذا أحيانًا دون أن نفهم لماذا يحدث ذلك.
وقد علّمنا الكتاب المقدّس في قصّة أيّوب الصدّيق أنّنا لسنا الله – وأنّنا يجوز لنا أن نطرح الأسئلة ونقول لله إنّا لا نفهم ما يجري في حياتنا وفي حياة الناس وفي العالم …
ولكنّنا لا يجوز لنا أن ننصب أنفسنا مكان الله وأن نحاسبه على أفعاله ونقول له ماذا عليه أن يفعل …
حمل الصليب يعني هنا أن نضع ثقتنا المطلقة بالله ونودعه حياتنا بكلّ ما فيها.
حمل الصليب في اتّباع يسوع له مواعد القيامة والمجد مع يسوع
الصليب قوّة الله وحكمة الله كما يقول القديس بولس.

١) الصليب قوّة الله

– بموت يسوع على الصليب غُلِبَ الموت. وبآلامه غُلِبَت جميع الأوجاع.

– صليبه وقيامته يدلّان على أنّ الكلمة الأخيرة ليست للألم والموت بل للقيامة على مثال قيامة
المسيح.
– وذلك لجميع الذين يؤمنون بالمسيح ويشتركون في آلامه وموته وقيامته. فإنّه نال الخلاص لنا
جميعنا وأشركنا في مجده.

٢) الصليب حكمة الله

– بصليب يسوع وبصليبنا نحمله وراء يسوع تتمّ المصالحة بيننا وبين الألم والموت. فلا نعود
نعتبر الألم والموت لا معنى لهما ولا يعود الصليب يُثقِل ظهرنا كعلامة لعبث الحياة، بل يضحي
لنا عزاء ورجاء.

– وإلا فما يبقى لنا سوى انقطاع الرجاء واليأس تجاه ما يغطّي العالم من آلام لا تُحصى وما يرهق حياة الناس وما يُثقِل على حياتنا نحن أنفسنا.

[خاتمة [دعاء

نعم يا ربّ، نسمع دعوتك ونحمل صليبنا ونتبعك على دروب وصاياك ونسألك أن ترافقنا على دروب حياتنا. – ونطلب إلى أمّك وأمّنا جميعنا مريم العذراء التي كانت واقفة عند صليبك، أن تشملنا بحمايتها وتجعلنا نتذوّق من وراء الصليب فرح القيامة.
آمين.

الأب عادل تيودور خوري